أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلًا عن مسؤولين أميركيين، أن قوات أميركية خاصة نفذت الشهر الماضي عملية سيطرة على سفينة كانت تبحر من الصين باتجاه إيران في المحيط الهندي، وصادرت شحنة تضمنت مكونات يشتبه في إمكانية استخدامها في تصنيع أو دعم أسلحة تقليدية.
وبحسب التقرير، فإن العملية نفذت على مسافة مئات الكيلومترات من سواحل سريلانكا، حيث صعدت القوات الأميركية إلى متن السفينة، وفتشت حمولتها، قبل أن تقوم بمصادرة المواد ذات الطابع العسكري. وأضافت الصحيفة أن الشحنة المصادرة جرى تدميرها لاحقًا، فيما سمح للسفينة بمواصلة الإبحار بعد انتهاء العملية.
ويأتي هذا التطور في سياق أوسع من القلق الأميركي المتزايد حيال مسارات نقل المعدات العسكرية، ولا سيما تلك المرتبطة بإيران، في ظل التوترات الإقليمية والدولية.
وسبق للصحيفة نفسها أن كشفت في أيلول/سبتمبر الماضي عن مخاوف داخل وزارة الدفاع الأميركية من استنزاف مخزون الأسلحة، وخاصة الصواريخ، في حال اندلاع مواجهة عسكرية محتملة مع الصين، ما دفع البنتاغون إلى بحث مضاعفة وتيرة الإنتاج العسكري.
وفي هذا الإطار، تشير التقديرات الأميركية إلى أن الصين سرعت خلال السنوات الأخيرة برامج تطوير وإنتاج أسلحة جديدة، في وقت أكد فيه الرئيس الصيني شي جينبينغ مرارًا أن بلاده مطالبة بالاستعداد لمواجهة عسكرية محتملة مع أطراف خارجية، تتهمها بكبح صعود الصين الاقتصادي والسياسي.
على الصعيد السياسي، يأتي الكشف عن هذه العملية بعد فترة قصيرة من لقاء جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ في مدينة بوسان الكورية الجنوبية، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC). وناقش الزعيمان خلال اللقاء ملفات سياسية واقتصادية شائكة، في مقدمتها العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، عقب فرض إدارة ترامب رسومًا جمركية مرتفعة على الواردات الصينية.
وعقب اللقاء، أعلن ترامب عن التوصل إلى تفاهمات شملت خفضًا في نسب الرسوم الجمركية، والتوصل إلى اتفاق يتعلق بالمعادن النادرة، إلى جانب الإعلان عن زيارة مرتقبة له إلى الصين في نيسان/ابريل المقبل، وزيارة لاحقة للرئيس الصيني إلى الولايات المتحدة.
وأكد ترامب أن اللقاء كان إيجابيًا إلى حد كبير، واصفًا إياه بأنه تجاوز التوقعات، فيما شدد شي جينبينغ على أن الخلافات بين القوتين الاقتصاديتين أمر طبيعي، ويمكن إدارته ضمن إطار من التعاون طويل الأمد.
ويُنظر إلى عملية اعتراض السفينة، في هذا السياق، باعتبارها رسالة أميركية مزدوجة، موجهة لكل من إيران والصين، تعكس تشدد واشنطن في مراقبة خطوط الإمداد ذات الطابع العسكري، بالتوازي مع محاولات احتواء التوترات الكبرى عبر القنوات الدبلوماسية.